[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هذه قصة قصها أحد الدعاة وأعجبتني وأردت أن
أقصها عليكم لعل الله أن ينفعني وإياكم بها
يحكى أنه كان هناك بلدة في وسط صحراء جرداء قاحلة
وكان لأهل هذه البلدة عادة لا يتخلفون عنها
وهي أنهم يولون عليهم ملكا من أنفسهم لفترة معينة
ثم إذا جاء الأجل المسمى دخلوا عليه بغير استئذان
فخلعوه من على كرسيه ثم ألقوا به خارج أسوار
المدينة فيموت إما جوعا وعطشا
وإما أن تأكله السباع
وهكذا جرت العادة عندهم فلما كان آخر ملك
ودخلوا عليه ليخلعوه ورغم توسلاته وتضرعاته لهم
أن يبقوه قليلا لعله أن يعد لنفسه شيئا ينفعه حين
يلقى خارج المدينة فلم يستمعوا له ولا لتضرعاته
وأخذوا به وألقوه خارج المدينة ليلقى نفس المصير
الذي لقيه غيره من قبل ثم فتحوا باب الترشيح للملك
فلم يتقدم أحد خوفا من ذلك المصير الذي لا مفر منه
حتى جاء شاب فقبل الملك فألبسوه التاج
وبات هذا الشاب ليلته يفكر في أمره
هل يمرح كما كان يمرح غيره من قبل ويتقلب في نعيم
الملك حتى إذا جاء أجله لم يجد إلا صحراء خربة يلقى
فيها ويلقى مصير من سبقه ؟
أم يعمل لذلك اليوم ويعد له عدته ؟
وأخيرا استقر رأيه وأصدر قرارا في نفسه
فلما أصبح الصباح دعا بأهل الحرف والفنون من كل
نوع وعقد معهم اجتماعا مغلقا
وأمرهم أن يشيدوا له مدينة عظيمة في الصحراء
المحيطة بهذه المدينة ووعدهم بالأموال العظيمة على
أن ينفذو أمره ويكتمو سره.
وهكذا بدأ العمل فحفر العمال الخنادق العظيمة إلى
خارج أسوار المدينة حتى لا يعلم بهم أحد ثم أخذوا
يشيدون هذه المدينة طوال فترة حكم هذا الملك.
فلما جاء الأجل المحتوم ودخل عليه قومه ليخلعوه
وهم يتوقعون سماع التوسلات التي سمعوها ممن كان قبله
فوجئوا به يخلع التاج ويلقيه إليهم ويقول لهم
أخيرا لقد أطلتم علي
فتعجبوا منه أشد العجب وسألوه عن ذلك
فقال إنني منذ توليت هذا الأمر وأنا أعمل لهذا
اليوم وأعد له عدته ألقوني الآن خارج أسوار هذه
المدينة لأرى ما شيدت طوال هذه السنوات وأنعم
فيها بالنعيم المقيم.
هذه كانت القصة ...فهل علمتم أيها الأحباب إلام
ترمز هذه القصة..؟
...
...
...
...
...
إنها ترمز إلى الحياة الدنيا
فمن تمتع بها ونسى أجله ولم يعمر آخرته جاءه أجله
وخرج من الدنيا فلا يجد إلا خرابا
(وهذا مثل الملك الأول)
ومن أعد لذلك اليوم عدته وعمل بجد في هذه الدنيا
وعمر لنفيه منزله في الآخره
جاءه أجله وهو متشوق للقاء الله وليرى منزله الذي
أعده له في الآخرة
(وهذا مثل الملك الثاني)
قال تعالى:"من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها
ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما
مدحورا.ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن
فأولئك كان سعيهم مشكورا"
وكما قال الشاعر:
لا تيأس علي الدنيا وما فيها
فالموت يفنينا ويفنيها
اعمل لدار البقاء رضوان خازنها
الجار احمد والرحمن بانيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنه
إلا التي كان قبل الموت بانيها
فمن بناها بخير طاب مسكنه
ومن بناها بشر خاب بانيها
أرجوا أن تكون القصة قد أعجبتكم وأفادتكم
أسأل الله العلي العظيم أن ينفعنا وإياكم بما
قرأنا وأن يزدنا علما
واتأسف لكم على الإطالة
ولكن ماهو الشيء الذي استفدناه من هذه القصة
انتظر ردودكم